أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، خطبة الجمعة للشيخ عبد الناصر بليح

من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، خطبة الجمعة للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ 5 صفر 1441 هـ ، الموافق 4 أكتوبر 2019.

 

 

لتحميل خطبة بعنوان : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، خطبة الجمعة للشيخ عبد الناصر بليح  ، وعناصرها:

لتحميل خطبة بعنوان : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، خطبة الجمعة للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة بعنوان : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، خطبة الجمعة للشيخ عبد الناصر بليح ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

ولقراءة خطبة بعنوان : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، خطبة الجمعة للشيخ عبد الناصر بليح  : كما يلي:

 

عناصر خطبة بعنوان : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء، خطبة الجمعة للشيخ عبد الناصر بليح   :

من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء

الحمد لله رب العالمين  جعل الحياة الأبدية للشهداء بقوله: “وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له نهي المؤمنين أن يقولوا لمن يقتل في سبيل أموات: “وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ ولكن لَّا تَشْعُرُونَ”(البقرة/154).

وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله أخبر بأن من تمني الشهادة نالها فقال:” مَنْ سَأَلَ اللهَ الشَّهَادَةِ بِصِدْقِ بَلَغَهُ اللهُ مُنَازِلُ الشُّهَدَاءِ، وإن مات على فراشه”( مسلم).اللهم صلاة وسلاما عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي ألك وصحبك الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد فيا جماعة الإسلام.

يقول الله تعالى: “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً”(النساء/69).

لا يعادل أجور الشهداء إلا أهل الطاعات المتنوعة من صلاةٍ وصدقاتٍ وقيامٍ وصيامٍ وبذل معروفٍ وجهاد في سبيل الله وتحصيل علم وإصلاحٍ بين الناس وغيرها من صور الطاعات الصالحة النافعة، فلأهل العمل الصالح الصحبة الكريمة مع الأنبياء والشهداء، ومما يعادل أجور الشهداء ويوزن بدمائهم يوم القيامة أحبار أقلام العلماء، قال الحسن رضي الله عنه: ” يوزن مداد العلماء، ودم الشهداء، فيرجح مداد العلماء على دم الشهداء .. لذلك فحديثنا إليكم اليوم عن الشهداء ومنازلهم ومن سأل الله الشهادة بصدق ..ومن هم الشهداء؟

منزلة الشهيد وفضله وكرامته

عباد الله :”رفع الله الشهداء إلى منزلة كريمة ودرجة رفيعة لا تطاولها منزلة إلا منزلة الأنبياء، وقد كرم الله عز وجل الشهيد فجعل شهادته فى سبيل الله مغفرة لذنوبه وجعل له شفاعة لأقاربه ولمن يعرفهم واختصه الله سبحانه وتعالى ببعض الخصال:

أولاً – ما أعده الله للشهيد أنهم أحياء: “وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.. وهذه الحياة حياة أبدية في الجنة وقد سأل مسروق عبد الله بن مسعود عن هذه الآية، فقال: “إنا قد سألنا عن ذلك، فقال:

” أرواحهم في أجواف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى تلك القناديل”(مسلم).وهذه أرواح بعض الشهداء لا كل الشهداء، لأن منهم من تحبس روحه عن دخول الجنة لدين عليه، كما في المسند عن عبد الله بن جحش: “أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، مالي إن قتلت في سبيل الله؟ قال:

الجنة، فلما ولّى، قال: إلا الدين، سارني به جبريل آنفاً”(أحمد).الثالث: أرواح المؤمنين الصالحين: تكون طيوراً تعلق في شجر الجنة، ففي الحديث الذي يرويه عبد الرحمن بن كعب بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إنما نسمة المسلم طير يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله إلى جسده إلى يوم القيامة”(أحمد).

شفاعة الشهيد:

فالشهيد له شفاعة خاصة لأقاربه وأهل بيته وشفاعة لمن أحب وأراد، وهذا يدل على علو مقامه وشرف قدره عند الله سبحانه. فالشهيد كما أخبر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) له عند الله ست خصال اختصه الله سبحانه وتعالى بها تكريمًا له، قال صلى الله عليه وسلم:

“للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له مع أول دفعة (قطرة) من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة من الجنة، ويزوج من الحور العين، ويشفع فى سبعين من أقاربه”(الترمذي).:”يشفع الشهيد فى سبعين من أهل بيته، كما أنه يوم القيامة يشفع الشهداء لمن أرادوا”.

رابعًا:” يدخل الجنة بغير حساب :

“كرمه الله أيضًا بأن جعله أول من يدخل الجنة بغير حساب كما أخبر بذلك الرسول الكريم بقوله: “عرض على أول ثلاثة يدخلون الجنة شهيد وعفيف ومتعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح لموالي”(الترمذي).

كما كرمه الله أيضًا بأن يبعثه يوم القيامة ورائحة المسك تفوح من جرحه ليشهد هذا الجرح بأن صاحبه جاد بدمه فى سبيل الله، كما أن الملائكة يوم القيامة تسلم على الشهداء وتحييهم.

وتكريمًا للشهادة والشهداء فقد أعلى الله عز وجل من منزلة الشهادة وجعلها فى المرتبة الثالثة بعد درجة الأنبياء والصديقين.

خامسًا – الشهيد لا يجد ألم القتل:

فالشهيد لا يتعرض لسكرات الموت وكرباتها ولا يشعر بآلام القتل، كما أخبر بذلك الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) بقوله: “مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مَسِّ الْقَرْصَةِ”(أحمد والترمذي). قال ابن القيم رحمه الله :” لا يجد الشهيد من الألم إلا مثل ألم القرصة، فليس في قتل الشهيد مصيبة زائدة على ما هو معتاد لبنى آدم ؛ فمن عد مصيبة هذا القتل أعظم من مصيبة الموت على الفراش “فهو جاهل، بل موت الشهيد من أيسر الميتات، وأفضلها وأعلاها “(إغاثة اللهفان” (2/ 194) .

وقال المناوي رحمه الله :”يعني أنه تعالى يهون عليه الموت ويكفيه سكراته وكربه ، بل رب شهيد يتلذذ ببذل نفسه في سبيل الله طيبة بها نفسه ؛ كقول خبيب الأنصاري حين قتل :ولست أبالي حين أقتل مسلما ** علي أي شق كان لله مصرعي(فيض القدير” (4/ 182) .

#بعض كرامات الشهيد:

ومن كرامات الشهيد: أن الملائكة تغسله كما غسلت

 #حنظلة بن أبي عامر صحابي من الأنصار من بني ضبيعة من الأوس، أسلم، وخرج إلى غزوة أحد بعد أن سمع النفير وهو جُنُب، فقُتل يومها، قتله شداد بن الأسود الليثي وأبو سفيان بن حرب اشتركا فيه. وقال النبي محمد أن الملائكة غسّلته، فسُمّي غِسِّيل الملائكة”(أسد الغابة).وعن أنس رضي الله عنه قال: “افتخر الحيّان من الأنصار: الأوس والخزرج، فقالت الأوس: مِنَّا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب (حنظلة بن أبي عامر)، ومنّا من اهتز له عرش الرحمن:

#سعد بن معاذ، ومنا من حمته الدّبر (النحل) عاصم بن ثابت بن أبي الأفلج، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت ، وقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجمعه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، وأُبَيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل”. شهيد غزوة أحد لما قتل وهو جنب، كما أن الشهيد لا تأكل جسده الأرض، وقد ثبت ذلك فى الأحاديث الصحيحة فى شهداء غزوة أحد وغيرهم، كما أن النور يرى عند قبر الشهيد والمسك يفوح من دم الشهيد ومن قبره، كما حدث وفاح المسك من قبر سعد بن معاذ،

 نماذج مما تمنوا الشهادة بصدق

 

أيها الناس :”من سأل الله الشهادة بصدق نال شرفها لفضل الشهادة في سبيل الله تعالى فقد كان يتمناها

#سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، فها هو خالد على فراش الموت يقول: “ما من موضع شبرٍ في جسدي إلا وفيه ضربةٌ بسيف أو طعنةٍ برمحٍ، وما من ليلةٍ عندي يهدي إليَّ فيها عروس أحب إليَّ من ليلةٍ شاتيةٍ أصبح فيها العدو ثم ها أنا ذا أموت على فراشي موتة البعير  فلا نامت أعين الجبناء “.

وممن طلبوا الشهادة ونالوها

#عمير بن الحمام رضي الله عنه الذي يسمع النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر يقول: “قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، قال: يقول عمير بن الحمام الأنصاري: يا رسول الله! جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: نعم، قال: بخٍ بخٍ. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك على قولك بخٍ بخٍ؟ قال: لا. والله يا رسول الله إلى رجاءة أن أكون من أهلها. قال:

فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه. فجعل يأكل منهن. ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياةٌ طويلةٌ. قال فرمى بما كان معه من التمر. ثم قاتل حتى قتل”(مسلم).

 #النجدي ملك من ملوك الجنة :

ومنهم ذلك النجدي كما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بخباء أعرابي وهو في أصحابه يريدون الغزو فرفع الأعرابي ناحية من الخباء فقال:

من القوم؟ فقيل: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يريدون الغزو فقال: هل من عرض الدنيا يصيبون؟ قيل له: نعم يصيبون الغنائم ثم تقسم بين المسلمين فعمد على بكرٍ له فاعتقله وسار معهم فجعل يدنو ببكره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل أصحابه يذودون بكره عنه فقال صلى الله عليه وسلم: دعوا لي النجدي فوالذي نفسي بيده إنه لمن ملوك الجنة قال:

فلقوا العدو فاستشهد فأخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقعد عند رأسه مستبشراً أو قال: مسروراً يضحك ثم أعرض عنه فقلنا: يا رسول الله رأيناك مستبشراً تضحك ثم أعرضت عنه؟ فقال: أما ما رأيتم من استبشاري -أو قال: سروري- فلما رأيت من كرامة روحه على الله عز وجل وأما إعراضي عنه: فإن زوجته من الحور العين الآن عند رأسه”(البيهقي ).

 # عبد الله بن حرام

ثبت في الحديث عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ، أنه قال: “لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا. قَالَ: أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟ قَالَ: قلت : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ.

قَالَ: مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا. فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ. قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا” الآية. الترمذي).

ويأتي أحد الأصحاب في توزيع الغنائم ذات متعللاً برجاء ما عند الله والدار الآخرة رافضاً كل عطاءٍ دنيويٍّ من غنائم الحرب، فعن شداد بن الهاد رضي الله عنه:

“أن رجلاً من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمن به واتبعه ثم قال أهاجر معك فأوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فقسم وقسم له فأعطى أصحابه ما قسم له وكان يرعى ظهرهم فلما جاء دفعوه إليه فقال ما هذا؟ قالوا قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم فأخذه فجاء به النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا؟ قال: قسمته لك قال ما على هذا اتبعتك ولكن اتبعتك على أن أرمى ههنا وأشار إلى حلقه بسهم فأموت فأدخل الجنة قال:

إن تصدق الله يصدقك، فلبثوا قليلا ثم نهضوا في قتال العدو فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم يحمل قد أصابه سهم حيث أشار فقال النبي صلى الله عليه وسلم أهو هو فقالوا نعم. قال: صدق الله فصدقه” ثم كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في جبة النبي صلى الله عليه وسلم ” ثم قدمه فصلى عليه فكان مما ظهر من صلاته عليه. اللهم هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل شهيدا أنا شهيد عليه”(النسائي).

#عبد الله بن جحشٍ رضي الله عنه

وكان من أحرِّ الرجاء عند أنه يخاطب ربه بقوله: “اللهم إني أقسم عليك أن ألقى العدو غدا فيقتلوني، ثم يبقروا بطني، ويجدعوا أنفي وأذني. ثم تسألني: فيم ذلك؟ فأقول: فيك”(حلية الأولياء).

وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه يقول: لكنني أسأل الرحمن مغفرةً وضربةً ذات فرغٍ تقذف الزبدا أو طعنةً بيدي حران مجهزةً بحربةٍ تنفذ الأحشاء والكباد حتى يقال إذا مروا على جدثينا أرشد الله من غازٍ.. وقد رشدا

#خبيب بن عدي رضي الله عنه يقول وهو يجود بآخر أرماق الحياة:

ولست أبالي حين أقتل مسلماً ♦♦♦ على أي جنبٍ كان في الله مصرعي

وأما أنس بن النضر فقد قاتل على منتهي صبره وقدرته في أحد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يفتقده بعد المعركة ويبعث من يبحث عنه، ويقول: “من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ أفي الأحياء هو أم في الأموات؟ فقال رجلٌ من الأنصار: أنا. فنظر، فوجده جريحا في القتلى وبه رمق. فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات؟ فقال:

أنا في الأموات، فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سلامي وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم: إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف”(موطأ مالك)..

 #جُلَيبيب رضي الله عنه.. يا خيل الله اركبي :

أحباب رسول الله صلي الله عليه وسلم :”

وهذا هو الصحابي الذي تربي في مدرسة رسول الله صلي الله عليه وسلم وضرب لنا أروع الأمثلة في الدفاع عن الوطن والأرض والعرض فقد ورد في السيرة النبوية قصة صحابي جليل اسمه جُليبيب، القصة دقيقة جداً لكن طرح هذه القصة يؤكد قيم هذا الدين العظيم.

جُليبيب رجل فقير، معدوم، عليه أسمال بالية، جائع البطن، حافي القدمين، مغمور النسب، لا جاه، ولا مال، ولا عشيرة، ليس له بيت يأوي إليه، ولا أثاث في البيت، ولا متاع، يشرب من الحياض العامة بكفيه مع الواردين، ينام في المسجد، وسادته ذراعه، فراشه الأرض، هل هناك أقل من ذلك؟ أي إنسان من الطبقة الدنيا الدنيا الدنيا، لا بيت ولا أهل ولا مال ولا حرفة.

وكان في وجهه دمامة، لكنه صاحب ذكر لله، وتجارة لكتاب الله، لا يغيب عن الصف الأول في كل الصلوات، ولا في كل الغزوات، ويكثر من الجلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، كما قلت قبل قليل هو واحد من الطبقة الدنيا الدنيا، لا يملك شيئاً، ولا بيتاً، ولا مأوىً، ولا ثياباً، ولا طعاماً، ولا شراباً، ولا وسامةً، قال له النبي عليه الصلاة والسلام ذات يوم:يا جُليبيب، ألا تتزوج؟ فقال: يا رسول الله ومن يزوجني؟ أي مستحيل أن يتزوج، فقال صلي الله عليه وسلم:”أنا أزوجك يا جُليبيب.

هنا النقطة الدقيقة، لكن هذا كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

يجب أن نعلم من هم أصحاب النبي الكريم، هؤلاء نخبة النخبة، النخبة في المجتمع البشري، هؤلاء الذين رضي الله عنهم، هؤلاء الذين خصهم بسيد الخلق وحبيب الحق، قال النبي صلى الله عليه وسلم:”إن الله تبارك وتعالى اختارني واختار لي أصحابا”(الحاكم عن عويم بن ساعدة).

أيها الأخوة الكرام؛ فقال: يا رسول الله ومن يزوجني؟ فقال عليه الصلاة والسلام: أنا أزوجك يا جُليبيب. فقال جُليبيب للنبي الكريم: إذاً تجدني كاسداً يا رسول الله، فقال عليه الصلاة والسلام: غير أنك عند الله لست بكاسد أنت عند الله غال ياجليبيب

وقال: يا رسول الله أيمنعني سوادي ودمامة وجهي من دخول الجنة ؟

قال صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفس محمد بيده ما ايقنت بربك وامنت بما جاء به رسوله. قال فو الذي اكرمك بالنبوة ولقد شهدت بأن لا اله الا الله وان محمد عبده ورسوله ولقد خطبت الى عامة من بحضرتك فردوني لسوادي ودمامة وجهي فقال صلى الله عليه وسلم: اتعرف بيت عمرو بن وهب قال :نعم قال:

فأذهب اليه واخطب منه ابنته وكان لعمرو فتاة رائعة الجمال يتنافس عليها شباب العرب وسراتهم فعجب عمرو بن وهب لغرابة الأمر ولكنه لطاعة امر الرسول ذهب الى البيت ثم تردد في قبول طلبه وقال له دعني اتروى في امري وتركه سعد ثم مضى إلى أمها، وقال لها:” إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إليك ابنتك، قالت: نعم لرسول الله، ومن يرد النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال لها:

إنه لا يريدها لنفسه، قالت: لمن؟ قال:

يريدها لجُليبيب، قالت: لجُليبيب؟! لا لعمر الله، لا أزوج جُليبيباً، أي شبه مستحيل، لا بيت، ولا وسامة، ويعيش في الطرقات، أقل واحد في المدينة، وقد منعناها فلاناً وفلاناً، نعطيها جُليبيب؟! كان قد خطبها عشرة وكلهم أعلى من جُليبيب بمئات المرات ..ولكن الفتاة سمعت طرفاً من الحديث سألت والدها ماذا يريد الرجل؟ فلما أخبرها قالت ويحك يا أبي أولك أمر بعد رسول الله؟ الحق بالرجل وإلا أنزل فينا من الله من فوق سبع سماوات آيات يفضحنا فيها وخرج عمرو يهرول ليدرك الرجل فلقيه عند الرسول الله وقال له:

“قبلنا طلبك” وانفجرت أسارير جُليبيب ثم قال الرسول صلي الله عليه وسلم :”أعينوا أخاكم على قضاء زواجه” فجعلوا له أربعمائة درهم فأخذها في صرة ورفع النبي صلى الله عليه وسلم كفيه الشريفتين، وقال: اللهم صب عليهما الخير صباً ولا تجعل عيشهما كداً، وبينما جُليبيب منطلق الى السوق ليأتي ببعض مستلزمات الزواج, سمع المنادي ينادي:

” يا خيل الله اركبي والى الله ارغبي”

فنسى جليبيب زواجه ودنياه ومال إلى سوق السلاح فاشترى بكل ما معه فرسا وسيفاً ورمحاً ولثاماً وضعه على وجهه وانطلق مع الجيش الغازي فلم يُرى مثله مُقاتلاً في هذا اليوم حتى تعجب من الصحابة!! وبعد المعركة وقع من الفريقين أسرى وجرحى وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفقدهم رأى الرجل صاحب اللثام شهيدا ورفع اللثام عن وجهه فإذا به سعد السلمي الملقب ب” جُليبيب ” وبكى الرسول شوقاً إليه حتى رأى أزواجه من الحور العين يتبادرنه ثم قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم لصحبه:

“اذهبوا إلى بيت وهب وقولوا لوهب إن الله تعالى أبدله فتاة خيراً من فتاتكم أي “من الحور العين في جنات النعيم”.(ابن الجوزي: صفة الصفوة /28).

وورد في صحيح مسلم :

عَنْ أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي مَغْزًى لَهُ فَأَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ: “هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ” قَالُوا: نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا، ثُمَّ قَالَ :”هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ” قَالُوا: نَعَمْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا، ثُمَّ قَالَ: “هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ”، قَالُوا: لَا، قَالَ:” لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا فَاطْلُبُوهُ”، فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ النبي: “قَتَلَ سَبْعَةً ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ”، قَالَ فَوَضَعَهُ عَلَى سَاعِدَيْهِ لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَاعِدَا النَّبِيِّ قَالَ: فَحُفِرَ لَهُ وَوُضِعَ فِي قَبْرِهِ وَلَمْ يَذْكُرْ غَسْلًا”.(مسلم).

#عبد الله بن حذافة السهمي

وفي زمان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يؤسر شابٌ من الصحابة الأجلاء وهو عبد الله بن حذافة السهمي وينوِّع عليه قيصر الروم من صور العذاب ما يذيب الأرواح والمهج لدرجة أنه يأمر به أن يلقوه في إناءٍ فيه زيتٌ يغلي كالحميم وإذا به يبكي فيقول له ما يبكيك؟ قال: أبكاني أن كنت أتمنى أن يكون بعدد ما رأسي من شعرٍ أنفس تلقى كلها في هذا القدر في سبيل الله. أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم”.

أو كما قال  أدعوا الله ..

الخطبة الثانية

ــــــــــــــــــــــــــــ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين أما بعد فيا عباد الله اتساع معنى الشهادة:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد يظن البعض أن الشهداء هم من سقطوا في أرض القتال فقط، وفي هذا تضييقٌ لمعناها فإن هناك من الشهداء من لم يمت في أرض القتال وقد فاز بالشهادة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما تعدون الشهيد فيكم؟ قالوا: يا رسول الله! من قتل في سبيل الله فهو شهيد. قال: إن شهداء أمتي إذا لقليل، قالوا: فمن هم؟ يا رسول الله! قال:

من قتل في سبيل الله فهو شهيد. ومن مات في سبيل الله فهو شهيد. ومن مات في الطاعون فهو شهيد. ومن مات في البطن فهو شهيد. قال ابن مقسم: أشهد على أبيك، في هذا الحديث؛ أنه قال: والغريق شهيد. وفي رواية: قال عبيد الله بن مقسم: أشهد على أخيك أنه زاد في هذا الحديث: ومن غرق فهو شهيد. وفي رواية: زاد فيه: والغرق شهيد”(مسلم)، وعن سعيد بن زيدٍ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

“من قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد”(أَبوداود، والترمذي).

الشهادة علمها عند الله:

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عباد الله :” وقد أسرف الناس في هذه الأيام حيال الشهادة والشهداء وأطلقوا لألسنتهم العنان فزينوا مصارع الكثير ممن فارقوا الحياة بأوسمة الفخر على أنهم من أهل الشهادة على اليقين، وما هكذا يكون الإنصاف في الحكم على خلق الله تعالى، فهو سبحانه أعلم بهم أليس هو القائل: “وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ”(الحديد/19).

فالشهداء المقيدون “عند ربهم “لا عند الناس هم الشهداء على اليقين، أما أمر الناس فيحكمه التوهم أو الظن ويجمله الهوى، فهذا عبدٌ قضى نحبه في أرض النزال مع اليهود وقد “أصابه سهم عائر، فمات، فقال له الناس: هنيئاً له الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلا، والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشعل عليه نارا، فجاء رجل بشراك أو شراكين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

شراك من نار، أو شراكان من نار”(البيهقي).

وهذا مقاتلٌ من الدرجة الأولى قد حصد رؤوس الأعداء بعددٍ كثيرٌ لكنه ليس من أهل الجنة وليس له من الشهادة نصيبٌ ولن ينزل منازل الشهداء أبداً كما جاء عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: “التقى النبي صلى الله عليه وسلم والمشركون في بعض مغازيه، فاقتتلوا، فمال كل قوم إلى عسكرهم، وفي المسلمين رجلٌ لا يدع من المشركون شاذة ولا فاذة إلا اتبعها فضربها بسيفه، فقيل: يا رسول الله، ما أجزأ أحد ما أجزأ فلان، فقال: إنه من أهل النار. فقالوا: أينا من أهل الجنة إن كان هذا من أهل النار؟ فقال رجلٌ من القوم:

لأتبعنه، فإذا أسرع وأبطأ كنت معه، حتى جرح، فاستعجل الموت، فوضع نصاب سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه، ثم تحامل عليه فقتل نفسه، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال: وما ذاك؟. فأخبره، فقال: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، فيما يبدو للناس، وإنه من أهل النار، ويعمل بعمل أهل النار، فيما يبدو للناس، وهو من أهل الجنة”(البخاري)..

أيها الناس :”

ومن العجائب اللافتة أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة شهيدٌ وعالمٌ ومنفقٌ، والبلاء ناتجٌ في حالهم من نياتهم السيئة وعدم إخلاصهم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن، ورجل قتل في سبيل الله، ورجل كثير المال، فيقول الله للقارئ: ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ قال: بلى يا رب. قال:

فماذا عملت فيما علمت؟ قال: كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ويقول الله له: بل أردت أن يقال: فلان قارئ، فقد قيل ذلك. ويؤتى بصاحب المال، فيقول الله: ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد؟ قال: بلى يا رب. قال: فماذا عملت فيما آتيتك؟ قال: كنت أصل الرحم وأتصدق، فيقول الله له: كذبت. وتقول الملائكة له:

كذبت، ويقول الله بل أردت أن يقال: فلان جواد وقد قيل ذلك. ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقول الله له: فبماذا قتلت؟ فيقول: أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت. فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت، ويقول الله: بل أردت أن يقال: فلان جرئ، فقد قيل ذلك. ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي فقال: يا أبا هريرة: أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة”( الترمذي). فلهذا.. على المسلم أن لا يقطع لأحدٍ في أمر الشهادة بل يقول: نحسبه شهيداً والله بحاله أعلم.

اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه..

عباد الله أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله ..وأقم الصلاة.

 

 

______________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للمزيد عن أسئلة واختبارات وزارة الأوقاف

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »